حياة المغتربين: 4 أسباب وجيهة للعيش خارج بلدك

الكثير من الناس في حياتهم يفكرون في أن العيش خارج بلدهم الأم هو الخيار الأمثل. ويقرر البعض الأخر عدم التخلي عن وطنه الأم ويرفض أي فكرة تخطر له بترك وطنه ويرفضون كذلك أي أفكار لمن ينظرون بجدية للعيش خارج بلدهم.

ومن يفكرون في العيش خارج وطنهم يكونون أمام العمل غي الخارج أو أمورهم المالية قد تجعلها فكرة مناسبة، البعض يقرر عدم خوض التجربة بشكل كامل حيث يقيم في الخارج 6 أشهر ويقضي في وطنه بقية العام، بينما يصل البعض للمخاطرة الكاملة ببدء حياة جديدة تماما في الخارج وبيع كل شيء في بلدهم.

لتقرر ما إذا كنت تريد العيش في الخارج هو ما تريده، وقياس الفوائد والسلبيات، ما بين كونها فكرة تراها سلبية بالهجرة خارج وطنك وبين بدء حياة جديدة خارج بلدك تعتبر فكرة جيدة. 

4 أسباب تجعل الهجرة والعيش في الخارج فكرة جيدة:

قد يكون أمر جيد لتحسين أمورك المالية:

في بلدان مصل تركيا، مع أسعار المساكن الرخيصة بمتوسط سعر يبدأ من 50 ألف يورو للشقة. يمكن للمشترين أن يرونها استثمار مربح على المدى الطويل. كما أن تكاليف المعيشة أيضا من الممكن أن تكون رخيصة كفواتير المياه التي تصل في المتوسط إلى 5 يورو فقط في الشهر، وضريبة البلدية التي تكون في معدلات قريبة من نظيرتها في بريطانيا. في حين أن أسعار اللحوم تميل إلى أن تكون عالية، الأسماك والفواكه والخضروات رخيصة ووفيرة وتوفر نظام غذائي متنوع وصحي.

وبالنسبة لمن يعيشون على راتب تقاعدي، ومع سعر الصرف الجدي للعملة في الوقت الرهن، فإن المغتربين يحصلون على كل شيء جيد أكثر من أي وقت مضى. وللمتزوجين الذين يملكون عقارات بدون وجود تدخين أو سيارة فإن المعيشة في الشهر لحياة مريحة تماما ستكون في المتوسط 300 يورو فقط.

التغيير هو شيء جيد ومطلوب:

الأشخاص الذين يخشون التغيير، ويعتبرون أن الانتقال للخارج فكرة ليست جيدة، يمكنهم أن يلقوا ترحيبا كبيرا من الناس هناك مع جو مميز حتى أن سعادتهم تجعلهم يبدون أصغر سنا. تركيا يمكنها احتضان كافة الثقافات والأفكار والتقاليد حتى لا يشعر الناس بالركود والحياة المملة.

فجأة قد تعود بسرعة للعمل وتصبح أكثر إنتاجية وتتعرف على أشخاص جدد، مع بدء المشاركة في الهوايات المختلفة أو الخوض في تعلم الطبخ المحلي وغيرها من المكتسبات الجديدة. وعلى الرغم من التحديات فإن التغيير يساعدك على بناء مهارات حياتية جديدة تساعد في بناء الشخصية.

قد يجعلك هذا أكثر سعادة وأحسن صحة:

في كثير من الأحيان، أنا استيقظ مبكرا وأمشي لمدة 10 دقائق إلى أقرب شاطيء. ومن هنا يمكنني مشاهدة شروق الشمس مع الاطلالات الرائعة لهذا المنظر الخلاب، ثم استمتع بوجبة افطار لذيذة ورخيصة للغاية في أحد المطاعم المحلية.

ومع إزدياد المساحات الخضراء في المدينة، فإن فرصة العيش في هذا المنتجع مع 300 يوم مشمس وبجو صحي في السنة، فإن هذه هي الطريقة المثلى للحياة الأكثر سعادة وصحة.

في أحد المقالات، قام اثنان من علماء النفس وهما الدكتور ايمونز - من جامعة كاليفورنيا -، والدكتور ماكولو - من جامعة ميامي - بدراسة على عدد من المشاركين بكتابة بعض الجمل كل أسبوع.

- المجموعة الأولى: تكتب عما يجعلهم يشعرون بالرضا والامتنان.

- المجموعة الثانية: تركز على  القضايا التي تزعجهم وتثير غضبهم.

- المجموعة الثالثة: الكتابة عن أفكارهم دون التركيز على السلبية منها او الايجابية.

وتذكر المقالة:

" بعد 10 أسابيع، المجموعة الأولى الذين ركزوا على الامتنان، كانوا أكثر تفاؤلا وشعروا بالرضا عن حياتهم. والمثير للدهشة، أصبحوا يمارسون حياتهم بسعادة وذهبوا أقل للأطباء من أولئك الذين ركزوا على القضايا المزعجة ".

مقال فوربس عن الأسباب العلمية لإظهار الرضا والامتنان أنه يمكن تحسين صحتنا الجسدية، واحترام الذات، حتى أنه يجعلك تنام بشكل أفضل. مثلا عندما يكون لديك حلم للعيش في الجو المشمس والصحي وفي النهاية يتحقق لواقع، هذا من شأنه أن يمنحك نمط حياة مثالية يجعلك أكثر سعادة وصحة.

من الممكن أن يكون الأمر مجزيا جدا:

ناتالي ساين التي تعيش خارج وطنها تحكي ذكرياتها الجميلة عن المرة الأولى لها كمغتربة، وتقول:

" كان عمري حينها 25 عاما فقط، وتخليت عن وظيفة إدارية براتب جيد كمندوبة عطلات. قال الكثير من الناس عني وقتها أنني مجنونة، وسوف أندم على قرار مثل هذا. ولكن إطار تفكيري كان مختلفا عما يرونه. حتى لو كنت مخطئة وانقلب كل شيء على رأسي، كان عليّ أن أحاول حتى أعرف. واليوم بعد 14 عاما، لا أزال أعيش خارج بلدي "

يتلخص هذا في مفهوم بسيط وهو أن الحياة تستحق أن تعاش. وهو ما تقول عنه ناتالي:

" إذا كان لديك أدنى رغبة في قضاء بعض الوقت خارج موطنك، لتفعل ذلك ولا تتردد. حتى لو كانت المدة مجرد 6 أشهر فقط. من الأفضل لك أن تحاول بدلا من الندم فيما بعد والتساؤل بقية حياتك، ما الذي سيحدث لو كنت تبعت حلمك؟ "

سواء اتفقت أم لا، فإن ما يهم هو المحاولة، انها مكافأة في حد ذاتها. كما ان تبني ثقافة جديدة والانخراط بها قد يجعلك شخصا أفضل، وبالتالي تنمي علاقاتك. إن تعلم كيفية الغوص والتعامل في جميع النواحي الحياتية مع البشر هو شعور يدعوك للفخر والقول: " نعم، لقد فعلتها حقا "، كما أن تحدثك بلغتين على الاقل هو شعور بالانجاز والتقدم مدى الحياة.

الخلاصة:              

العيش في الخارج له العديد من الفوائد حتى لمن لا يريدون تغيير جذري مفاجيء، هليهم تقبل الأمر والدخول في ذلك ببطء وتقبل. مثلا استئجار شقة لمدة شهر وتقييم تجربتك هذه في نهاية الأمر. ومن هنا، إذا مرت الأمور بشكل جيد وكنت قد استمتعت، يمكنك تمديد الأمر إلى 3 أو 6 أشهر. وبالمناسبة مع توافر المواصلات والرحلات الجوية وسهولة السفر، فإن الذين يعيشون في الخارج لم يعد يعني ذلك أنهم انتقلوا بشكل دائم.