احتل اقتصاد تركيا العناوين الرئيسية أغلب العام الماضي تقريبًا، في بداية 2018، تصدرت أخبار تراجع الليرة العناوين حول العالم مثيرة القلق داخل تركيا، وبين المستثمرين الذين استفادوا من عملاتهم القوية نسبيًا للاستثمار في عقارات تركيا. وتعرضت مقاربة أردوغان للكثير من الانتقادات لممانعته زيادة نسب الفائدة للسيطرة على العملة حيث قام أردوغان بالتقليل من الحد الأدنى للحصول على الجنسية التركية من خلال الاستثمار بـ 250 ألف دولار بدلًا من مليون دولار كطريقة لدعم الاقتصاد؛ خطوة أدت لجذب الكثير من الاهتمام تجاه العقارات التركية.
تبدو 2019 مثيرة للاهتمام ومربحة لأي شخص يرغب في الاستثمار في تركيا وفقًا لحديثنا مع مستشارينا وكاميرون ديجين، مدير شركة عقارات تركيا، حول الاقتصاد وإحصائيات العقارات التي ستتشكل في تركيا خلال العام 2019.
إحصائيات اقتصادية
بالرغم من التقلبات في قيمة الليرة إلا أن رؤية الدولة ظلت إيجابية، الثبات السياسي الكامن والأساسيات القوية تخبر قصة مختلفة غير التي تعرضها التغطيات الإعلامية حيث يتوقع أن يمتد الاقتصاد الذي نمى 4.4% في 2018، إلى 3.9% في 2019.
لننظر إلى كيفية آداء الدول الأخرى في 2018 وتوقعات النمو في 2019:
المملكة المتحدة: 2018: 1.6%، 2019: 1.5%
ألمانيا: 2018: 2.5%، 2019: 2.0%
المملكة العربية السعودية: 2018: %1.7، 2019: 1.9%
الصين: 2018: 6.5%، 2019: 6.4%
الهند: 2018: 7.3%، 2019: 7.7
روسيا: 2018: %1.7، 2019: 1.4%
الاتحاد الأوروبي: 2018: 2.1%، 2019: 1.9%
قال كاميرون ديجين: "على الرغم من المساويء والمزايا المحيطة بأزمة العملة التركية، إلا أنها مجرد عاصفة أخرى ستهدأ. الاهتمام بالعقارات ما يزال ثابتًا لمعرفة المستثمرون أن أساسيات تركيا قوية، وكل شيء سيتوازن في النهاية".
إحصائيات العقارات
تعتبر تركيا موطنًا لكثافة سكانية عالية من الشباب أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا. وأغلب الشباب التركي على مستوى عالي من التعليم: لديهم بطاقات إئتمانية وأحدث التكنولوجيا. بطبيعة الحال، هذه النسبة السكاني تبحث في سوق العقارات عن منازل عالية الجودة.
بالإضافة إلى لجوء هذه النسبة الشبابية المثقفة إلى سوق القروض العقارية لتملك منزل، يبحث البعض عن منازل ذات جودة عالية للإيجار. نتيجة لهذا، يوجد عددًا من المشروعات الراقية بأسعار "يمكن تحمل كلفتها" في مناطق مثل ايوب، اسن يورت، بيليك دوزو وبهجه شهير، متاحه لخدمة هؤلاء الشباب. وفي المقابل سيستفيد المستثمرون الأجانب الراغبين في مكاسب رأسمالية ثابتة وعائد إيجار يعتمد عليه.
أسعار تلك العقارات تنافسية مما يجعلها مثالية للمستثمرين الباحثين عن استثمار بأسعار ابتدائية تمكنهم من الاستمتاع بجني عائد إيجار ثابت. لدي المستثمرين أيضًا استرتيجية خروج ممتازة: في 4 أو 5 سنوات سيكونوا في مكانة تمكنهم من البيع للشباب؛ أتراك مهنيين يدخلون في سوق العقارات.
يقول ديجن أن إحصائية العقارات تظهر علامات صغيرة للتباطؤ. "حوالي 200 ألف شخص ينتقل إلى اسطنبول كل عام، ونسبة كبيرة منهم شباب جاؤا للعمل في المدينة."
قال أيضًا، أنه قد حدث بعض التغيرات في توقعات العقارات. "تلك النسبة السكانية ترغب في نمط حياة حيوي، ولن يقبلوا بنفس النمط التقليدي الذي اعتاده آبائهم. يرغبون في جيم، حمامات سباحة، خدمات استقبال ومترو، وقد حقق المستثمرون هذا. وجدت تلك المنشآت، سابقًا، فقط في المشاريع الكبيرة والفارهه للغاية، الآن، أصبحت الشيء الطبيعي الجديد الذي يمكن تحمل كلفته في سوق العقارات."
ما تعنيه عبارة "يمكن تحمل كلفته" ستتغير مع مرور الوقت، وفقًا لديجن. "لعام 2019، يمكننا تصنيف الرفاهية ذات الأسعار المقبولة كأي عقار سعره بين 1300 إلى 1600 دولار للمتر المربع. إلا أنه مع النمو المتوقع بـ 30% خلال الخمس سنوات القادمة، ستبدو الرفاهية ذات الأسعار المقبولة بأسعار بين 1700 و2100 دولار للمتر المربع خلال 3 إلى 5 سنوات."
نجم بودروم يستمر في السطوع
فيما يتعلق بالتمتع بحياة راقية والاستثمار، ستستمر الوجهة السياحية الأصلية لتركيا في التفوق على نظرائها في الساحل الجنوبي في 2019.
أحد أهم الأسباب لشعبية بودروم هو رؤيتها كضاحية لاسطنبول، مرغوبة للغاية، وليس فقط من المشترين الأجانب، لكن من الأتراك أيضًا. خلال أشهر الصيف، ترتفع نسبة السكان في بودروم بالمسافرين الأغنياء القادمين من اسطنبول إلى شبه الجزيرة للاسترخاء. الكثير من الوافدين من داخل تركيا يمتلكون منازل صيفية هناك، ومع اكتمال 95% من المعاملات بواسطة الأتراك، يساعد هؤلاء المشترين الأغنياء في المحافظة على السوق المحلي وازدهار الاقتصاد.
يرجع قوة الإمكانية الاستثمارية لبودروم، لموقعها المتميز حيث تم بنائها على أساس صلب للاستثمار التركي. يعني هذا أرباح رأسمالية مؤكدة للمشترين الراغبين في استثمار أثناء العطلات، وأيضًا، استراتيجية خروج ممتازة حيث سيكون هناك دائمًا مشترون محليون يرغبون في شراء منزل للتمتع بنمط حياة بودروم المرغوب فيه.
سيحصل المزيد من الأجانب على الجنسية التركية
تقليل الحد الأدنى للاستثمار المطلوب للحصول على الجنسية التركية كانت خطوة جريئة من قبل الحكومة التركية، ضامنة فئة جديدة من المستثمرين.
قال ديجين: "الآن، حوالي 50% من مشترينا يرغبون في ابتياع نمط حياة وجواز سفر. الأمر ناجح ، فبمجرد تقليل شروط الحصول على الجنسية لـ 250 ألف دولار، فتح الباب على مصراعيه."
يتوقع ديجين ان يرى أعدادًا متزايدة من المستثمرين من الدول التالية في 2019:
الشرق الأوسط
المشترون من الشرق الأوسط سيطروا بشكل ثابت على السوق على مدار الأعوام القليلة الماضية، بالأخص في اسطنبول. ثقافة مشابهة، وقت قليل في السفر وسياسة ثابتة وحالة اقتصادية مغرية للمشترون من دول الشرق الأوسط مثل الكويت، العراق، إيران والمملكة العربية السعودية. ومع زيادة الإغراء لشراء العقارات والناتج عن الجنسية المخفضة، سيستمر هؤلاء المشترون في شراء المزيد من العقارات في 2019.
الصين
وفقًا لديجين، الصينيون حديثين نسبيًا على تركيا، إلا أنهم مستثمرون متحمسون. تركيا على خارطة الصين بفضل مستثمر صيني كبير في مبادرة الحزام والطريق. "في 2017، كان لدينا مستثمر صيني واحد. في 2018، لدينا 10، ونتوقع أن يصبح العدد متضاعف ثلاثة أو أربعة مرات في 2019."
بالكثافة السكانية التي تتمتع بها الصين والتي تصل إلى أكثر من مليار شخص، بها نسبة كبيرة من الشباب المحبين للسفر. تلك النسبة السكانية تبحث بشكل متزايد عن وجهات جديدة للسفر ولفرص للاستثمار خارج دولتهم. قال ديجين: "الصينيون قادمون، وليس بشكل عارض، سيستمرون في القدوم."
ستظل الليرة متصدرة لعناوين الأخبار
قال ديجين: "ماذا سيحدث لليرة؟ يعود القرار لأي شخص. لقد انخفضت العملة 40% أمام الدولار منذ بداية 2018. تضع الحكومة التركية معاييرها لدعم العملة: تعهد بالسيولة للبنوك، وقف مقايضات العملة خارجيًا لوقف مراهنة التجار ضد الليرة التركية."
لدي ديجين أفكاره الخاصة: "أتوقع أن تتبع الليرة النمط الذي كانت عليه قبل 2018، والذي كان منخفض بحوالي 10-12% أمام الدولار كل عام، وهو ما يقابله تقريبًا معدل التضخم في تركيا."
وفقًا لديجين، ليس هناك ما لم تشهده الدولة من قبل، يقول: "تظهر المشاكل عندما يكون التضخم مرتفع بشكل غير متوقع. شاهدنا هذا في 2018 ولا نتوقع أن يحدث مرة أخرى."
ستظل أسعار العقارات ثابتة أو سترتفع
بينما يتوقع أن ترتفع الأسعار في وسط اسطنبول بشكل ثابت، ستزداد قليلًا أو تظل كما هي في أجزاء المدنية حيث يوجد عرض زائد. "اسطنبول مدينة كبيرة بها كل أنواع العقارات التي تناسب كل الميزانيات، ومن الطبيعي ألا يكون هناك طلب على جميعها."
في الساحل الجنوبي حيث يهيمن المشترون الأجانب على السوق، يتوقع دييجن أن تزداد الأسعار بشكل ثابت. " إذا كنت تشتري نمط حياة راقي، ابحث في كالكان، ألانيا وسايد وفقًا لميزانيتك، وللحصول على أفضل العروض."
أفضل مكسب على مدار السنوات القادمة سيكون في بودروم وفتحية حيث يتم توجيه ما يسميه ديجن بـ "الأموال الذكية لتركيا". إلا أن أيًا كانت المنطقة، ينصح ديجن العملاء المحتملين بالقيام بأبحاثهم. يقول: "ليس هناك عقارين أو منطقتين مثل بعضهما. إذا كنت تقوم بشراء منزل للحصول على نمط حياة مختلف، فأنت تشتري بقلبك، لكن إذا كنت تبحث عن استثمار قوي، ننصحك بالبحث بعناية ويسعدنا مساعدتك في ذلك."
ستشتهر بعض المناطق
بينما سيظل المشترين في التردد على أماكنهم المفضلة، بعضهم سيتجه لوجهات جديدة. إليكم وجهتين نرى ازدياد في إقبال المشترين عليهما.
إزمير: أصبحت تلك المدينة الكبيرة المليئة بالشباب الليبرالي، مركزًا للصناعة التكنولوجية للدولة. مبهجه وحيوية، وبها الكثير من النشاطات. تجذب تلك المدينة المشترين الراغبين في ثقافة، طاقة حيوية وطقس رائع.
بورصة: مدينة البورصة القديمة المحاطة بالجبال والغابات والتي أصبحت سريعًا هدفًا للمشترين الطامحين في بناء منزل أحلامهم بسعر يناسب ميزانيتهم. منطقة ذات طبيعة رائعة وجميلة، بحيرات وملاعب التزلج بدأت فقط في الحصول على الانتباه.
تستمر تركيا في تخطي التوقعات، وفقًا لديجن، ورغم وجود بعض المفاجآت على طول الطريق للاقتصاد، إلا أن الأساس يظل قويًا، وسيكون العام 2019 عامًا جيدًا طالما أنت منتبهًا. يقول: "استثمر بذكاء، إذا كنت تبحث في وسط اسطنبول، التزم بالعقارات الفارهه التي يمكنك تحمل كلفتها والعقارات التي يمكن تجديد ملكيتها. أو استكشف فكرة الاستثمار في أماكن حضرية جديدة مثل بورصة، التي تجذب الكثير من الاهتمام."
في ما يخص البرنامج الحكومي لشراء الجنسية عبر الاستثمار، يتوقع ديجين أن يزداد اهتمام المستثمرين الأجانب بالعقارات التركية في 2019. يقول ديجين: "2019 ستكون سنة حماسية ومربحه- العام المثالي لمستثمرينا."