الحرف اليدوية الشهيرة في تركيا

لا شك في أن اتقان الرجل واحترافه لمهنة تدل على مهارته الفنية، فإن هذا يعتبر من دواعي الاحترام والاعجاب بهذه الحرفة وهذا الشخص. والعديد من المناطق في تركيا تشتهر ببعض الحرف اليدوية التي يقوم عليها الكثير من الفنانين والحرفيين المهرة، وذلك باستخدام أدوات بسيطة والعمل عليها باليد.

---

وعلى الرغم من دخول الآلات الحديثة في كل الصناعات، إلا أن الحرفيين المهرة لا يزالون يجدون تجارتهم رائجة ومزدهرة في تركيا ومطلوبة أيضا، وهو ما يجذب السياح لشراء هدايا أصلية من المصنوعات اليدوية. هذه الحرف والمهارات لها تاريخ طويل عبر السنين يعود من عهد الامبراطورية العثمانية خاصة لنظام النقابة العثمانية.

ما هو نظام النقابة العثمانية:

هذا يمثل اتحاد من الحرفيين انطلق من القرن الثالث عشر وحتى القرن العشرين . كانت تدعى تلك النقابة باسم " Akhism " والتي تعني في اللغة العربية " الأخوة "، وهي مسئولة عن التدريب على المهارات وتنظيم التجارة المتعلقة بالحرف اليدوية. مع مراقبة والسيطرة على السوق لضمان وجود نظام خاص بعمليات التداول والبيع.

وقد صنفت الحرفيين على أربعة أنواع حسب مستوى مهاراتهم من حيث: الصبي، المتدرب، العامل المؤهل، والخبير. وقد قام أوليا جلبي - وهو مسافر عثماني على غرار ماركو بولو - بالكتابة على نطاق واسع عن النقابة العثمانية في يومياته والتي ثبت من خلالها أن النقابة كانت جزءا لا يتجزأ من المجتمع حينها.

ولا يجوز للخبير أو السيد فتح محل دون الحصول على رخصة بعد إظهار مهاراته في الحرفة، وكانت الحرف اليدوية فرع منفصل يساهم في الاقتصاد المحلي والتدريب للحرفيين. وتتضمن القوانين أيضا الترقية حيث يعمل الصبي ومن شأنه في نهاية المطاف أن يترقى للحصول على لقب متدرب وهلم جرا، مما يضمن هنا التدريب والتواصل عبر الأجيال.

عندما انتهت الإمبراطورية العثمانية، ظهرت صناعات أرخى خارج نطاق النقابة، ولكن مما لا شك فيه انها أعطت ثمرة لتميز تركيا في الحرف اليدوية الماهرة.

الحرف اليدوية الشهيرة في تركيا:

بالتأكيد، الحرفة الأشهر في تركيا هي حرفة نسج السجاد الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من ديكور المنزل. وعلى الرغم من كون هذه الصناعة في هذه الأيام احتلتها الآلات، إلا أنه في الأيام الماضية كانت النساء تجيد صناعة نسج السجاد لمنازلهم وكانت لهم لمساتهم الخاصة وزخارف محلية رائعة في الديكور والتصميم. ومن بين المراكز التي تشتهر بصناعة السجاد اليدوي في تركيا من البضاعة عالية الجودة تجد أوشاك، قونية، ميلاس، هيركيه.

وبالتوجه إلى منطقة الأناضول بوسط تركيا، الفخار من بلدة أفانوس هو من قمة ما يمكن أن تجده بها، السكان المحليين يأخذون الطين من النهر الأحمر لعمل أواني الطبق والأطباق والتي يتم توزيعها في جميع أنحاء تركيا. ولما نشطت السياحة في منطقة كابادوكيا، وجد السكان منفذا جديدا لتوزيع تجارتهم، ولكن حاليا تصنع الآلات أواني الطبخ بكثرة، مما أثر بالسلب وأدى لتقليل تجارتهم وانتاجهم.

واستمرارا جهة الشرق، تجد غازي عنتاب، على حافة السهول لبلاد ما بين النهرين، هذه المدينة تشتهر بصناعة البقلاوة اللذيذة ومن أشهر المناطق التي تعتبر تاج على رأس الحرفيين. وعلى الرغم من أن تلك الصناعة تتسلل ببطء للمدينة من خلال البازار المحلي والشوارع الجانبية إلا أن الحرفيين هناك ما زالوا يسيطرون على المنطقة وعلى جودة الصناعة.

مع تقديم جميع الاحذية اليمنية لطاقم فيلم تروي الشهير لبراد بيت من قبل الإسكافي المحلي، لديك فرصة لمشاهدة هذا على الحقيقة وما يصنعه الخبراء الحرفيين في البازارات بتركيا، وكذلك رؤيتهم وهم يصنعون ويصلحون أدوات المطبخ ويصممون أواني القهوة التركية، حيث تجدها منتشرة في المحلات التجارية والأسواق بجميع أنحاء تركيا والتي تمثل هدايا تذكارية يفضلها الجميع.

وفي حين تشتهر بعض المناطق في تركيا بصناعة المنتجات اليومية، إلا أن آخرون ينالون الاعجاب حتى أن الملوك يطرقون أبوابهم. وهذا ينطبق بشكل خاص على فخار منطقة إزنيق الذي ارتفعت شهرته في القرن السادس عشر. الفخار يحظى باهتممام كبير، حتى أن عملهم نال انتباه العديد من السلاطين العثمانيين بما في ذلك السلطان سليمان.

ومع بماء العديد من المساجد، ارتفعت سمعة الفخار بشكل كبير، حتى أن السلطان سليم الأول جلب الكثير من الحرفيين من إزنيق للديوان الملكي للعمل فيه بشكل مباشر.

وللأسف كما هو الحال مع بقية الصناعات اليدوية، فإن هجوم الآلات والتكنولوجيا الحديثة، جعل بعض الحرف اليدوية تحت التهديد، وأكثر الصناعات تضررا هي صناعة الزجاج (تميمة) العين الشريرة (الخرزة الزرقاء). في كل تركيا تجد الخرزة الزرقاء موجودة في المنازل والمكاتب والسيارات لكن الواردات الرخيصة من الصين أصبحت تهدد صناعتها. الأماكن على بحر ايجه اشتهرت بصناعة الزجاج الملون لقرون طويلة، حيث تشتهر صناعة الخرزة الزرقاء الزجاجية الطاردة للحسد والعين الشريرة، ومن أكثر المناطق المتضررة في هذا الاقليم قرى قرقلر إيلي، غورتشي.

من الحرف اليدوية المهددة والتي مستقبلها مجهول، ومشكوك فيه، صناعة تطريز الحلي المعروفة في تركيا باسم " Telkârî " والتي تشتهر بها مناطق مثل ماردين وبازاري بيه، وتنطوي هذه الصناعة بالعمل على رقاقات رقيقة للغاية من الفضة أو الذهب لعمل قطع من الحلي والمجوهرات الرائعة والمحلاة بالنقوش والفصوص. وفي هذه الايام تحولت ورش التدريب والعمل في تطريز الفضة والحلي في هاتين المنطقتين كجامعين للأدوات والخامات بسبب تناقص الطلب عليهم نتيجة الجواهر المتخصصة وصناعة الآلات.

وفي قرية توزكات وقرية يازماشيلار، اللتان تشتهران في طباعة القماش، ولا يزال السكان السكان المحليين يستخدمون أساليب الطراز القديم في القماش والخشب الملون المستخدم لأغراض الزينة أيضا. وتجد هذه الصناعة بها تأثيرات من الثقافة الأرمينية، ويعود تاريخ تلك التجارة إلى القرن السابع عشر.

من بين القصص الحرفية الناجحة ما يوجد في قرية ديفريك بمنطقة البحر الأسود. إذ كان رجلا محليا سجين في الحرب العالمية الأولى، وبعد إطلاق سراحه وعودته لقريته روى قصص عن استخدام الضباط البريطانيين للعصي كدليل على المكانة الاجتماعية ويس كما هو متعارف في استخدامها عكاز للمسنين.

وبطبيعة الحال، كمنطقة للغابات ومع وفرة المواد الخام من الخشب، تم عمل العصي وتزينها بالزخارف المختلفة. ولكونها تجارة جديدة، فقد انتشرت بشكل كثف في جميع أنحاء البلاد، وفي نهاية المطاف أصبحت عالمية ونالت الشهرة. من المتوقع أن تلك المهارة والحرفة سوف تستمر لقرون قادمة.

قد تكون أيضا مهتما بقراءة:

- الهدايا التذكارية من تركيا: أي شخص يقوم بزيارة بلد معين، يرغب بكل تأكيد في الحصول على بعض الهدايا التذكارية والعناصر التي تشتهر بها هذه البلد، والتي من بينها في تركيا: الخرزة الزرقاء والنحاس والسجاد وغيرها الكثير.

- الأسواق المحلية والسكان المحليين في تركيا: في جميع أنحاء تركيا، يقوم السكان المحليين ببيع سلع في متاجرهم بأسواق تقليدية، اقرأ دليلنا لشراء كل ما هو جيد وكيفية التعامل وما يمكن أن نتوقع ان تعثر عليه في الأسواق.