لماذا تعتبر أنطاليا وجهة للمسلمين لقضاء العطلات

إن السفر هو أحد الأساسيات التي تجدها في الإسلام. فقد قام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالعديد من الرحلات خلال حياته ودعوته، كما أن السفر ضروري للعديد من المسلمين للقيام بفريضة الحج بالسفر إلى مكة المكرمة وهو الحدث الديني الذي لا يتغير، وكل جانب من جوانب حياة المسلمين يقوم فيها بالسفر.

الإنفاق بكثرة:

الشيء الأكيد، أن المسافرين المسلمين ينفقون الكثير من المال. حيث أظهرت أحدث الاحصائيات الصادرة عن مؤشر السفر والتسوق عبر بطاقات الدفع أن المسافرين المسلمين ينفقون حوالي 62 مليار دولارا أمريكيا على التسوق وتناول الطعام عبر أنحاء العالم. واسطنبول معروفة جيدا من قبل المسافرين المسلمين حيث تأتي في المركز الخامس لقائمة السفر لديهم بينما يأتي منتجع البحر المتوسط في أنطاليا بعدها مباشرة في المركز السادس.

والمسافرين المسلمين يشكلون نسبة كبيرة من الزائرين لتركيا، حيث تشير الدراسات إلى أن أعدادهم تنمو. حاليا يمثل 108 مليون مسافر مسلم حوالي 10% من اقتصاديات السفر عبر العالم. بينما يتوقع أن يصل العدد إلى 150 مليون مسافر مسلم حول العالم بحلول 2020 وهو ما يعني 11% من قيمة الاقتصاد.

إن القدرة على تحمل تكاليف الاقامة في أنطاليا، ووسائل السفر المتوفرة وكقرة أماكن التسوق والمعالم الثقافية وغيرها تضمن أن تكون أنطاليا على خريطة المسافرين المسلمين كوجهة مرغوب فيها. نعرض في التالي بعض العوامل التي تجتذب المسافرين المسلمين إلى أنطاليا.

التسوق في أنطاليا

أنطاليا هي بمثابة جنة التسوق، لما بها من كثرة السلع وجودتها. ومنها السلع الجلدية الأصيلة ومجموعات كثيرة من البضائع والسلع الموجودة في تلك المدينة الضخمة وبأسعار تنافسية جدا.

مراكز التسوق:        

أنطاليا هي موطن لأحد أكبر مراكز التسوق الضخمة والعصرية. ويأتي على رأس القائمة ميغرو (Migros ) وهي سلسة السوبر ماركت السويسرية الشهيرة التي لديها العديد من الفروع في جميع أنحاء تركيا. ميغرو ضخم جدا وتبلغ مساحته حوالي 9000 متر مربع ويضم 130 قسم من المتاجر وثمانية دور سينما ومنطقة ضخمة لتناول الطعام. يقع مركز ميغرو في وسط المدينة خلف شاطيء كونيالتي، وميغرو يجذب العديد من الزوار إليه من المنطقة وأيضا من الأجانب الآتين من كل مكان بالعالم.

تيراسيتي (Terracity ) هو مركز للتسوق يضع نفسه ضمن قائمة أكبر المراكز في أنطاليا، ويضم أكثر من 150 متجرا و30 مطعما من العالامات التجارية المحلية والشهيرة عالميا.

ديبو (Deepo) هو أحد مراكز التسوق المشهورة والتي لها شعبية ولا يبعد كثيرا عن المطار، ويقع في الجزء الشرقي من المدينة. وهو مكان يضم العديد من المحلات التجارية المحلية ودور السينما وأماكن اللعب والترفيه مع منطقة لتناول الطعام كبيرة. وحلبة لمسابقة سيارات الكارتينج والتزحلق على الجليد. الاسعار هناك معقولة وكل شيء متوافر طوال العام.

الأسواق التقليدية:

عندما تبقى داخل أسوار البلدة القديمة فإن فرصتك كبيرة للحصول على أفضل تجربة تسوق في الأسواق التقليدية الأصيلة، فضلا عن الأسواق المعروفة والتي سيأتي ذكرها، يوجد كذلك عددا من المحلات المتخصصة في بيع الأشياء الرائعة مثل صناديق المجوهرات والسجادد الجميل، وصناعة الحلي والصناعات اليدوية الأخرى. ما أكسب تلك الأسواق تقيلدييتها وأصالتها هي الشوارع المرصوفة بالحصى والبيوت ذات الطراز العثماني القديم. ومن شوارع التسوق الرئيسية: جمهوريت، جولوك، أتاتورك، وأسيكلار.

دوجو جراجي (DoguGaraji) هو سوق مركزي كبير يباع فيه جميع المستلزمات، من القطع النقدية القديمة إلى المنتجات الجلدية. المكان ممتع جدا ومزركش بالعديد من الألوان ويوجد في السوق العديد من الأماكن المخصصة للجلوس لتستمتع بشرب الشاي الساخن أو كوب من القهوة التركية.

البازار القديم في أنطاليا، وهو مكان قديم منذ عدة قرون، على الرغم من اختلافه قليلا هذه الايام، ويباع به الهدايا التذكارية والمجوهرات والمنتجات الجلدية والملابس. شوارعه نظيفة ومتعرجة ومثيرة للاهتمام وخلافا للتسوق فيها يمكنك الاستمتاع بشرب شاي التفاح. والبازار الكبير يباع فيه منتجات مصنوعة يدويا مثل الأحذية والبدل.

وأيضا يوجد في شارع كاظم أوزالب قديسي عدد من الأكشاك الصغيرة التي يباع بها هدايا تذكارية وأشياء جميلة مصنوعة يدويا.

وإذا كنت تبحث عن سوق فريد للخضروات والفواكه، فإ أنطاليا بها أسواق شاملة للسلع الغذائية وهي المكان المناسب لذلك. يوجد نحو 760 كشك لبيع الخضروات والفواكه الطازجة واللحوم والأسماك، وبعضها يبيع الفواكه المجففة والمكسرات والعسل والجبن التركي. ويوجد بعض الأكشاك لتقديم الوجبات وعدد من فروع البنوك ومكتب بريد ومحطة بنزين.

ويوم السبت، سوق شارع لورا هو المكان المناسب الذي يمكنك فيه القيام بالممساومات على الأسعار والترفيه كذلك، يقع أسفل المرفأ، وهو مزركش بالعديد من الألوان ومليء بالأشياء المتنوعة الكثيرة.

بينما تنتشر بوتيكات الملابس الأنيقة والعالية الجودة ( تعتبر من أقل الملابس تكلفة الموجودة في أوروبا ) وهي موجودة في كونيالتي قديسي، أتاتورك قديسي أو ميغرو.

أماكن الصلاة:

يوجد العديد من المساجد في أنطاليا وهي متاحة ومفتوحة للمسلمين خلال أوقات الصلاة.

مسجد منارة يفلي المشيد منذ 900 عام يوجد في بلدة أنطاليا القديمة، المعروفة باسم كاليسي في جمهوريت قديسي. ومن السهولة أن تميزه، بمنارته المخززة الثنيات مثل الناي وبلاطه الأزرق الداكن، مما يجعله معلما معروفا. مسجد منارة يفلي هو من أحد أقدم المساجد متعددة القباب في الأناضول. كما ستجد هنا أيضا متحف أنطاليا عن ثقافة شعبها وتاريخ المنطقة.

أما مسجد مراد باشا العثماني تم تأسيسه في 1570. وفي داخله كتابات بخط جميل ومزخرف بينما منبره من الرخام ومزركش بنقوش معقدة.

بينما مسجد تقلي محمد باشا هو مثال على طراز البناء في أواخر القرن السادس عشر وهو مسجد جميل يقع في حي كاليكابسي في أنطاليا، خلف برج الساعة. وفي داخله لوحات مزينة بالبلاط مكونة من نصوص قرآنية، وبعض الأجزاء من بوابة المسجد والنوافذ حوافها من الحجز ومكسوة ببعضه.

مسجد اسكيلي المجاور للميناء بني من الحجر الأبيض وبه أربع ينابيع طبيعية وقد شيد في القرن التاسع عشر ورغم صغره إلا أنه بموقع جميل يطل على الميناء.

الطعام الحلال في أنطاليا:

معظم اللحوم في تركيا المباعة محليا ذبحت حيواناتها طبقا لمبدأ الذبح الحلال حسب الشريعة الاسلامية. مما يعني وجود الكثير من الخيارات التي تتيح لك الحصول كمسلم على الطعام الحلال في كل مكان تذهب فيه داخل تركيا عامة، وأنطاليا ليست استثناء من هذه القاعدة. وإذا لم تجد لافتة تنص بوضوح على أنها حلال مكتوبة على واجهة المطعم أو المحل فمن الأفضل لك أن تتحقق من الأمر لضمان التأكد.