توقعك أن تكون تركيا مثل بلدك الأم - لكن مع شواطيء:
مع المزيد والمزيد من المغتربين الذين يأتون إلى تركيا ومع توقعات زيادة نمو السكان، قد تتوقع أن تكون الأجواء مريحة وأن تجد كل ما تريده في أوفاجيك أو كونيالتي وكأنك في بلدك الأم. وفي بعض النواحي فأنت لديك كل الحق. في فتحية على سبيل المثال، فإنها تعد موطنا لنحو 8000 أجنبي، وتجد بها مبيعات للسيارات والمقاهي الانجليزية والبضائع المستوردة. لكن إن كنت تتوقع أن تجد ثققافة مماثلة لبلدك، أو أنك فكرت مثلا مسبقا فيما قد جده هنا، فعليك التفكير ثانية. تركيا لديها ثقافة فريدة ومختلفة ولديها مجموعة من التقاليد والقيم المتمسكة بها بدرجات متفاوتة. كن على استعداد لصدمة ثقافية تختلف كليا عما خبرته في بلدك، وضع خطط لتخفيف أثر تلك الصدمة. وتوجد عدة معلومات هامة هنا عما يمكن توقعه وكيفية التكيف معها.
عدم تعلمك للغة:
في المدن الكبرى والمنتجعات السياحية ستجد ان اللغة الانجليزية منتشرة على نطاق واسع ويتحدث بها اغلب الناس. وهذا الامر مفيد جدا بالنسبة للقادمين الجدد ويجعلهم يستطيعون أن يعيشوا حياتهم الجديدة بسلاسة. ورغم ذلك، فإن تعلم اللغة يعد حقا أمر ضروري. يشتهر الاتراك بأنهم شعب ودي ولكن تحدثك ببعض الكلمات التركية مع من تلتقيهم من شأنه أن يعزز تعاملاتك ويحدث فرقا كبيرا في الطريقة التي يتعاملون بها معك. وتعلم اللغة يضعك في درجة أكبر من كونك سائح. ووهذا من شأنه أن يخبرهم أنك مهتم بثقافتهم وحياتهم وأنك قادر على الاختلاط والتعامل. والأمر لا يحتاج منك أن تتحدثها بطلاقة، ابدأ بتعلم التحية وبعض الجمل الودية في التعامل. وستفاجأ حينها بالاستقبال الحار وأن الكل يسعى لمساعدتك في تعلم المزيد من العبارات الصعبة.
التصرف وكأنك في عطلة:
على الرغم من أنك قد تكون قد قمت سابقا بقضاء عدة عطلات في تركيا وتعتقد أنك تعرف هذه البلد جيدا، لكن المعيشة اليومية بشكل متكرر ودائم هناك تختلف عن ذلك تماما. وفي حين أن عوامل الجذب في تركيا للمصطافين ومحبي قضاء العطلات تتمثل في تحسن الأحوال الجوية والطعام اللذيذ والثقافة والتاريخ الرائع،، فعليك ألا تنسى كمقيم دائم أنك ستتعامل مع جهات مثل البنوك ومصلحة الضرائب، وقد تحتاج لاصلاح شياء أو نواحي معينة بالمنزل وتختبر موسم الامطار ( والذي يقترب في السوء من مناخ شمال أوروبا ). وأنت في حاجة إلى أن تتذكر أنك إذا تعالت على أنك سائح أو شخص يقضي عطلة، فإنك لن تستطيع الاندماج مع المجتمع هنا وستشعر أنك لا تنتمي للمكان. وإذا كنت قد اتجهت لتركيا وأنت تعتقد أن كل يوم هو عبارة عن الاستلقاء في أشعة الشمس وتشرب مشروب بينا كولادا ولكن حينها عليك أن تقلل توقعاتك وتخيلاتك.
الالتصاق بآخرين من بلدك عملا بمقولة (الطيور على أشكالها) :
أي شخص غريب عن مكان ما من الطبيعي أن يستغرق وقتا طويلا للاندماج في ثقافة البلد التي انتقل إليها حديثا باعتبارها جديدة عليه مما يعني وقتا طويلا لاقامة علاقات اجتماعية وصداقات. لذا يلجأ البعض للطريق الأقصر وهو تكوين صداقات مع إناس من نفس بلدك ولهم نفس الثقافة، وهذا أمر مفهوم بالنظر إلى الصدمة الثقافية التي تدفع الناس للبحث عن المألوف، ناهيك عن الاختلاط بأجانب آخرين في الضاحية التي تسكن بها. ومع ذلك ورغم تلك التحديات، فإنك بدون صداقات محلية مع أهل البلد لن تشعر أبدا بأنك جزء من المجتمع ولن تتعرف على ثقافة البلد الذي اعتمدته ليكون محل اقامتك. لذا قم بممارسة هواية، اتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي سبيلا للعثور على سكان محليين من البلد وتحدث معهم ببساطة وتلقائية. وأعلم أن الاتراك من أكثر الفئات في العالم التي ترحب بالناس وتعاملهم بحب وود - إن تكوين صداقات هناك أسهل مما تتوقع وليس من الغريب أن يتم دعوتك إلى حفلة أو حدث ما خلال دقائق.
لست على وفاق بنفس الرؤية مع شريك حياتك:
قد يكون تقاعدك واستقرارك في تركيا حلما طالما أردته. وقد أدى حماسك للحلم وتحقيقه انت وشريك حياتك ان تتخذا كافة الخطوات لاختيار الفيلا المثالية لذلك وتنتقل كليا للإقامة هناك. ولكن ماذا عن شريك حياتك؟ هل قلوبكم متوافقة حول هذا المشروع؟ في الحقيقة إن كثيرا من الأزواج الذين ينتقلون للعيش في تركيا يعانون من حالة حماس غير متطابقة.
احدهما يولي اهتمامه وتشويقه لفكرة استكشاف بلدهم الجديد والقيام بتجارب وخيرات جديدة، في حين أن الطرف الآخر يفكر في كيف أنهم سيكونون بعيدين عن عائلاتهم وأقربائهم وأصدقائهم. أو أن يفضل طرفا حياة المدينة الصاخبة والمفعمة بالحيوية مثل أنطاليا بينما يريد الآخر حياة هادئة عند الشواطيء مثل سايد. إن الأزواج ذوي الرؤية الواحدة والمتفقين معا يتغلبون في كثير من الأحيان على أي خلافات، ولكن من المهم جدا أن يكون الطرفان متفقين على نفس الرؤية قبل أن ينتقلا حيث قد يتسبب التعب والاجهاد والمعاناة النفسية في الخلافات والاختلافات.
تأكد أنك اخترت المجال الاجتماعي الذي سوف تستمتعان فيه سويا وتلبيان كل احتياجاتكما، وتكون وسائل المواصلات والسفر متوفرة، لتتمكن من مداومة الاتصال مع عائلتك واصدقائك الذين تركتهم في بلدك.
إهمال التفاصيل المالية الدقيقة
معظم العملات تجد لها مكانا في تركيا، وتتعامل بها مع كل نواحي الحياة هناك. وهذا هو أحد العوامل التي تدفع أعدادا من المتقاعدين إليها على أمل تحقيق أفضل وسيلة للعيش في تقاعدهم في بلد تكاليف المعيشة فيه منخفضة.
ومع ذلك، سوف تحتاج إلى حساب التكاليف بدقة وجدية، مصاريف وتقدير تكلفة المعيشة في تركيا - على سبيل المثال: الطعام، التلفزيون واشتراك الكابل، الكهرباء والوقود إذا كنت تملك سيارة، فضلا عن أي التزامات مالية في وطنك تركتها مثل سداد أي رهونات أو رسوم مدرسية. وعلى الرغم من أنه أمر يبدو واضحا ولن ينسى ولكن هناك بالفعل من نسوا أن ينهون أي ديون أو ضرائب واجبة عليهم عندما تركوا وطنهم.
من الضروري جدا أن تتذكر جيدا ولا تنسى ذلك حتى لا تجد نفسك وقد وقعت في المتاعب عندما تقرر في أي وقت العودة إلى ديارك ووطنك.
لا تعطي لنفسك وقتا كافيا
حتى الوافدين الذين يأتون لتركيا على فترات متقطعة سوف يقولون لك أن البدايات والأيام الأولى للانتقال للعيش في بلد جديد تكون مربكة وتشعر فيها بالوحدة. ورغم هذا، فإن الكثير من الأجانب الوافدين لا يتوقعون ذلك ويفسرونه كشعور دائم أنهم لن يكونوا سعداء في موطنهم الجديد. كما أن بعض الوافدين مرتبطون عاطفيا بكلمة " وطن " ويتمنون لو أنهم لم يتركوه ابدا.
انه لمن المفيد أن تحتفظ بأفكار ايجابية في ذهنك عن البلد الجديد الذي تنتقل إليه، وتتذكر ما دعاك لترك بلدك. والأهم من ذلك، امنح نفسك بعض الوقت للاعتياد. من المفيد أن تعطي لنفسك مهلة لتتعود ولتكن على سبيل المثال سنة، وأن تقنع نفسك أنه عليك الالتزام بها حتى تنهيها. ومعظم الوافدين الأجانب سيخبرونك أن الأمر يستغرق سنة فعليا على الأقل لتبدأ بالشعور أنك في وطنك.